المؤلف في سطور
فراس سواح ,مفكر سوري يبحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان كمدخل لفهم البعد الروحي عند الأنسان.
من مواليد حمص-سوريا 1941
بعضا" من أعماله المطبوعة :
مغامرة العقل الولى
دراسة في الأسطورة-سورية وبلاد الرافدين
لغز عشتار((الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة))
كنوز الأعماق((ملحمة جلجامش))
الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم
دين الأنسان
هذا الكتاب يبحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني وكيف نشأ الدين وما هي علاقة الأرتباط بينه وبين العلوم والفلسفة وهل هم متوافقون أم مختلفون
ويسأل الكاتب ما هو الدين.... وما تعريفه, ويبحث بالظاهرة الدينية , والمكونات الأساسية للدين والثانوية
كما يتحدثعن مفهوم الثقافات البدائية وعلاقتها بالحاضر , ويبحث في نظرية العالم الكمومي والنظرية الكوانتية , ويتحدث عن الوعي والكون
هو كتاب شامل أقترح تصفحه لمن لايريد قراأته
وهذه أفكار استهلالية ((مكانة الدين))
منذ أن قال أرسطو في الإنسان أنه حيوان ناطق , والفلسفات والعلوم تأتينا بتعريفات أخرى لهذا الكائن الذي يرغب دوما" في رسم حدود فاصلة بينه وبين شركائه على هذا الكوكب.
نظرا" لتعدد هذه التعريفات , فإني لا أرى حرجا" من أن أضيف إليها واحدا" جديدا" فأقول بأن الإنسان هو كائن متدين , إن أول ما انفرد به الإنسان عن غيره من جماعات الرئيسيات العليا هو تشكيل الأدوات الحجرية بواسطةتقنيات الشطف.
وبعد ظهور الأدوات الحجرية , ترك لنا الإنسان الأول إلى جانب أدواته شواهد على وسطه الفكري , تشير إلى بوادر دينية لا لبس فيها, وتبين ظهور الدين إلى جانب التكنولوجيا كمؤشرين أساسيين على إبتداء الحضارة الإنسانية .
ولا زلت إلى يوم الناس هذا, لا أرى في كل نواتج الحضارة الإنسانية إلا استمرارا" لهاتين الخصيصتين الرئيسيتين للإنسان , فكل أرتقاء مادي تكنولوجي قد تسلسل من تلك التقنيات الحجرية الأولى , وكل إرتقاء فكري وروحي قد تسلسل من تلك البوادر الدينية الأولى وتطور عنها.
كثيرا" ما يقال لنا , بأن الفلسفة الإغريقية قد وضعت حدا" للفكر الديني والميثولوجي ,وإنها بذلك قد حررت العقل من شروطه القديمة. وهذا الطرح يسير مع الفرض القائل بأن الدين هو شكل أدنى من أشكال النظر العقلي , والفلسفة هي شكله الأرقى والأعلى.
واعتمادا" على تكرار هذه المقولة التي لم تخضع للنقد , فإننا نقبل بالتقسيم المعتاد لتاريخ الفكر الإنساني إلى أربع مراحل هي : السحر فالدين فالفلسفة فالعلم التجريبي.
غير أن نظرة جديدة غير متحيزة على مسار الحياة الفكرية للإنسان , تظهر لنا بوضوح أن الفلسفة الإغريقية لم تكن سوى بارقة عارضة , ما لبثت أن انطفأت أمام مد الفكر الديني والأسطوري , وتراجع الفكر الفلسفي قرونا" عديدة قبل أن يبعث مجددا" في العصور الحديثة , متوكئا" عصا عربية أبقت على على قبس من الفلسفة متقد, على الأطراف الخارجية لثقافة دينية سائدة , سواء في الثقافة العربية أم في الثقافة الأروبية الوسيطه.
أما العلم , فرغم الأرضية الصلبة التي فرشتها أمامه الفلسفة مع فترة مدها الأولى , فقد بقي أسير التصورات الدينية و الأسطورية , إلى أن أينعت ثمار عصر النهضة في أوربا, وجاء كوبرنيكوس بنظريته الجديدة عن النظام الشمسي , التي كانت فاتحة لإستقلال العلم عن الدين والأسطورة , وتبعه غاليلو فنيوتن ,فكان لهؤلاء معا" فضل وضع أسس التفكير العلمي الحديث.
إن التاريخ القريب جدا" لنجاح العلم والفلسفة في ترسيخ أقدامهما , وما نراه من مقاومة عنيدة للفكر الديني في كل ثقافة من ثقافات العالم الحديث , يجعل من تقسيم تاريخ الفكر إلى مراحل أربع يتوجها العلم ,موضوعة نظرية لغرض الدراسة ,لا أمرا" فعليا" يعكس واقع الحال.
لقد امتص الفكر الديني صدمة انتصار العلم والفلسفة , وما زال يزاحم بقوة على اقتسام هوى وعقل الناس في كل مكان .
في مطلع القرن التاسع عشر أنهى العالم الفلكي والرياضي المركيز دي لابلاس مؤلفه الموسوعي الضخم عن ميكانيك الفضاء معتمدا" حسابات نيوتن وقوانينه , فسار بفكرة الآلة الكونية الجبارة التي ابتدعها نيوتن إلى نهاياتها القصوى . وعندما عرض مؤلفه على الأمبراطور نابليون بونابارت , قال له بونابارت : لقد قيل لي أنك قد وصفت في علمك هذا نظام الكون برمته , ولكن من غير أن تشير من قريب أو بعيد إلى خالقه ! فأجابه لابلاس : مولاي , إن هذه الفرضية لا ضرورة لها في نظامي .
غير أن علماء اليوم يظهرون تواضعا" أكثر من سابقيهم رواد النهضة العلمية , وهم لا يرون غضاضة في الإفصاح عن صلة الفكر العلمي بالفكر الديني السابق له .
يقول الفيزيائي روبرت أوبنهايمر صاحب الباع الطويل في صنع أول قنبلة ذرية : إن ما أدت إليه إكتشافاتنا في عالم الفيزياء النووية من مفاهيم وافكار حول طبيعة الأشياء , ليست جديدة تماما".فإضافة إلى كون هذه الأفكار ذات تاريخ في حضارتنا الغربية , فإنها تتمتع بمكانه مركزية وهامة في الفكر البوذي والهندوسي . ولعلنا نستطيع القول بأن الأفكار الجديدة عبارة عن وثيقة مصدقة عن الحكمة القديمة , ونسخة مشذبة عنها .
إن ما أود التوكيد عليه هنا هو أن الدين والفكر الديني ليس مرحلة منقضية من تاريخ الفكر الإنساني , بل هو سمة متأصلة في هذا الفكر , وإذا كانت هذه السمة قد أعلنت عن نفسها زمنيا"قبل غيرها , فكان الدين مصدرا" بدئيا" للثقافة الإنسانية , فإن كل المؤشرات تدل على أنه ما زال حيا" ومؤثرا" بطريقة لا يمكن تجاهلها , ولهذا لن يتسنى لنا أبدا" فهم الحاضر الفكري الغني للإنسان , إذا نحن أبقينا على هذا المصدر البدئي والمحرض الدائم في دائرة الظل , أو تابعنا النظر إليه بمفهوم عصر التنوير الأروبي , بإعتباره لغزا" أو فوضى فكرية مرتبطة بطفولة الجنس البشري .
بعد ذلك , عرفت أن حالة الوجود الحق يمكن إستثارتها بأساليب خاصة ,وكانت محكمة التفتيش في داخلي قد أخلت مكانها لهيئة محلفين من مشارب شتى , لايمانعون في إجراء المداولات قبل إصدار القرار.
فراس سواح ,مفكر سوري يبحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان كمدخل لفهم البعد الروحي عند الأنسان.
من مواليد حمص-سوريا 1941
بعضا" من أعماله المطبوعة :
مغامرة العقل الولى
دراسة في الأسطورة-سورية وبلاد الرافدين
لغز عشتار((الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة))
كنوز الأعماق((ملحمة جلجامش))
الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم
دين الأنسان
هذا الكتاب يبحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني وكيف نشأ الدين وما هي علاقة الأرتباط بينه وبين العلوم والفلسفة وهل هم متوافقون أم مختلفون
ويسأل الكاتب ما هو الدين.... وما تعريفه, ويبحث بالظاهرة الدينية , والمكونات الأساسية للدين والثانوية
كما يتحدثعن مفهوم الثقافات البدائية وعلاقتها بالحاضر , ويبحث في نظرية العالم الكمومي والنظرية الكوانتية , ويتحدث عن الوعي والكون
هو كتاب شامل أقترح تصفحه لمن لايريد قراأته
وهذه أفكار استهلالية ((مكانة الدين))
منذ أن قال أرسطو في الإنسان أنه حيوان ناطق , والفلسفات والعلوم تأتينا بتعريفات أخرى لهذا الكائن الذي يرغب دوما" في رسم حدود فاصلة بينه وبين شركائه على هذا الكوكب.
نظرا" لتعدد هذه التعريفات , فإني لا أرى حرجا" من أن أضيف إليها واحدا" جديدا" فأقول بأن الإنسان هو كائن متدين , إن أول ما انفرد به الإنسان عن غيره من جماعات الرئيسيات العليا هو تشكيل الأدوات الحجرية بواسطةتقنيات الشطف.
وبعد ظهور الأدوات الحجرية , ترك لنا الإنسان الأول إلى جانب أدواته شواهد على وسطه الفكري , تشير إلى بوادر دينية لا لبس فيها, وتبين ظهور الدين إلى جانب التكنولوجيا كمؤشرين أساسيين على إبتداء الحضارة الإنسانية .
ولا زلت إلى يوم الناس هذا, لا أرى في كل نواتج الحضارة الإنسانية إلا استمرارا" لهاتين الخصيصتين الرئيسيتين للإنسان , فكل أرتقاء مادي تكنولوجي قد تسلسل من تلك التقنيات الحجرية الأولى , وكل إرتقاء فكري وروحي قد تسلسل من تلك البوادر الدينية الأولى وتطور عنها.
كثيرا" ما يقال لنا , بأن الفلسفة الإغريقية قد وضعت حدا" للفكر الديني والميثولوجي ,وإنها بذلك قد حررت العقل من شروطه القديمة. وهذا الطرح يسير مع الفرض القائل بأن الدين هو شكل أدنى من أشكال النظر العقلي , والفلسفة هي شكله الأرقى والأعلى.
واعتمادا" على تكرار هذه المقولة التي لم تخضع للنقد , فإننا نقبل بالتقسيم المعتاد لتاريخ الفكر الإنساني إلى أربع مراحل هي : السحر فالدين فالفلسفة فالعلم التجريبي.
غير أن نظرة جديدة غير متحيزة على مسار الحياة الفكرية للإنسان , تظهر لنا بوضوح أن الفلسفة الإغريقية لم تكن سوى بارقة عارضة , ما لبثت أن انطفأت أمام مد الفكر الديني والأسطوري , وتراجع الفكر الفلسفي قرونا" عديدة قبل أن يبعث مجددا" في العصور الحديثة , متوكئا" عصا عربية أبقت على على قبس من الفلسفة متقد, على الأطراف الخارجية لثقافة دينية سائدة , سواء في الثقافة العربية أم في الثقافة الأروبية الوسيطه.
أما العلم , فرغم الأرضية الصلبة التي فرشتها أمامه الفلسفة مع فترة مدها الأولى , فقد بقي أسير التصورات الدينية و الأسطورية , إلى أن أينعت ثمار عصر النهضة في أوربا, وجاء كوبرنيكوس بنظريته الجديدة عن النظام الشمسي , التي كانت فاتحة لإستقلال العلم عن الدين والأسطورة , وتبعه غاليلو فنيوتن ,فكان لهؤلاء معا" فضل وضع أسس التفكير العلمي الحديث.
إن التاريخ القريب جدا" لنجاح العلم والفلسفة في ترسيخ أقدامهما , وما نراه من مقاومة عنيدة للفكر الديني في كل ثقافة من ثقافات العالم الحديث , يجعل من تقسيم تاريخ الفكر إلى مراحل أربع يتوجها العلم ,موضوعة نظرية لغرض الدراسة ,لا أمرا" فعليا" يعكس واقع الحال.
لقد امتص الفكر الديني صدمة انتصار العلم والفلسفة , وما زال يزاحم بقوة على اقتسام هوى وعقل الناس في كل مكان .
في مطلع القرن التاسع عشر أنهى العالم الفلكي والرياضي المركيز دي لابلاس مؤلفه الموسوعي الضخم عن ميكانيك الفضاء معتمدا" حسابات نيوتن وقوانينه , فسار بفكرة الآلة الكونية الجبارة التي ابتدعها نيوتن إلى نهاياتها القصوى . وعندما عرض مؤلفه على الأمبراطور نابليون بونابارت , قال له بونابارت : لقد قيل لي أنك قد وصفت في علمك هذا نظام الكون برمته , ولكن من غير أن تشير من قريب أو بعيد إلى خالقه ! فأجابه لابلاس : مولاي , إن هذه الفرضية لا ضرورة لها في نظامي .
غير أن علماء اليوم يظهرون تواضعا" أكثر من سابقيهم رواد النهضة العلمية , وهم لا يرون غضاضة في الإفصاح عن صلة الفكر العلمي بالفكر الديني السابق له .
يقول الفيزيائي روبرت أوبنهايمر صاحب الباع الطويل في صنع أول قنبلة ذرية : إن ما أدت إليه إكتشافاتنا في عالم الفيزياء النووية من مفاهيم وافكار حول طبيعة الأشياء , ليست جديدة تماما".فإضافة إلى كون هذه الأفكار ذات تاريخ في حضارتنا الغربية , فإنها تتمتع بمكانه مركزية وهامة في الفكر البوذي والهندوسي . ولعلنا نستطيع القول بأن الأفكار الجديدة عبارة عن وثيقة مصدقة عن الحكمة القديمة , ونسخة مشذبة عنها .
إن ما أود التوكيد عليه هنا هو أن الدين والفكر الديني ليس مرحلة منقضية من تاريخ الفكر الإنساني , بل هو سمة متأصلة في هذا الفكر , وإذا كانت هذه السمة قد أعلنت عن نفسها زمنيا"قبل غيرها , فكان الدين مصدرا" بدئيا" للثقافة الإنسانية , فإن كل المؤشرات تدل على أنه ما زال حيا" ومؤثرا" بطريقة لا يمكن تجاهلها , ولهذا لن يتسنى لنا أبدا" فهم الحاضر الفكري الغني للإنسان , إذا نحن أبقينا على هذا المصدر البدئي والمحرض الدائم في دائرة الظل , أو تابعنا النظر إليه بمفهوم عصر التنوير الأروبي , بإعتباره لغزا" أو فوضى فكرية مرتبطة بطفولة الجنس البشري .
بعد ذلك , عرفت أن حالة الوجود الحق يمكن إستثارتها بأساليب خاصة ,وكانت محكمة التفتيش في داخلي قد أخلت مكانها لهيئة محلفين من مشارب شتى , لايمانعون في إجراء المداولات قبل إصدار القرار.